يشهد الفنان المصري حمزة نمرة مرحلة استثنائية في مسيرته الفنية، بعد إعلانه رسمياً دخول سباق جوائز الغرامي العالمية لعام 2026 بألبومه الجديد “قرار شخصي”، ليصبح بذلك من بين القلة النادرة من الفنانين العرب الذين وصلوا إلى هذا المستوى العالمي المرموق. يأتي هذا الإنجاز كخطوة تاريخية تهدف إلى تسليط الضوء على الموسيقى العربية في واحدة من أبرز المحافل الفنية العالمية.
تفاصيل الترشيح والفئات المتنافس عليها
أعلن حمزة نمرة دخوله المنافسة في فئتين رئيسيتين من جوائز الجرامي الثامنة والستين، وهما فئة “أفضل ألبوم” وفئة “أفضل ألبوم موسيقى عالمية”. يمثل هذا الترشيح خطوة جريئة نحو إبراز الإنتاج الموسيقي العربي على الساحة الدولية، خاصة وأن الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب شروطاً صارمة ومعقدة.
صرح حمزة نمرة لموقع “بيلبورد عربية” أن الوصول إلى هذه المرحلة يتطلب عضوية رسمية في لجنة الجرامي، وهي عضوية صعبة المنال تعتمد على ترشيحات داخلية. وأوضح قائلاً: “الشرط الأساسي إن الفنان اللي يقدم ألبومه لازم يكون عضو في لجنة الجرامي، وعضوية الجرامي صعبة جدًا ومش أي حد يقدر يحصل عليها”.
وأكد الفنان المصري أن هدفه يتجاوز المنافسة الشخصية، حيث قال: “حاسس إن الموسيقى العربية مش fit in في الجرامي، ومحتاجة حد جرئ يدخل يعمل توعية ويوضحلهم إننا بنعمل فن محترم وبننافس بيه العالمية، وإنهم مش شايفينه أصلًا”.
ألبوم “قرار شخصي” والاستراتيجية التسويقية المبتكرة
يضم ألبوم “قرار شخصي” ثلاث عشرة أغنية، طرحها حمزة نمرة وفق استراتيجية تسويقية مبتكرة وغير مألوفة في المشهد الموسيقي العربي. اتبع الفنان نهج الطرح التدريجي على أربع دفعات أسبوعية، بمعدل ثلاث أغنيات كل يوم أربعاء، قبل أن يختتم بإصدار الدفعة الأخيرة التي تضم أربع أغانٍ.
بدأ حمزة نمرة في طرح الدفعة الأولى من الألبوم في 23 يوليو 2025، والتي شملت أغاني “شمس وهوا” من كلمات وألحان وتوزيع خالد عصام، و”عزيز عيني” من كلمات خالد عصام وألحان حمزة نمرة مع أندريه مينا، و”كله على الله” من كلمات وألحان خالد عصام وتوزيع حمزة نمرة. واختتم الفنان إصدارات الألبوم في 13 أغسطس بطرح الدفعة الأخيرة التي ضمت أغاني “ما بتلاقينيش” و”كده الأيام” و”كايرو” و”قرار شخصي رقم 1″.
حقق الألبوم نجاحاً لافتاً على منصات التواصل الاجتماعي والمنصات الموسيقية الرقمية، حيث تصدرت أغانيه قوائم الترند على يوتيوب وحققت معدلات مشاهدة مرتفعة فور طرحها. كما دخلت أغنياته قوائم بيلبورد عربية الرئيسية هوت 100 وقائمة أعلى 50 مصري.
الحضور العربي النادر في جوائز الجرامي
يأتي ترشيح حمزة نمرة في سياق الحضور العربي المحدود تاريخياً في جوائز الجرامي العالمية. يعتبر المؤلف والموزع المصري فتحي سلامة الفائز العربي الوحيد بجائزة الجرامي، حيث شارك في ألبوم “Egypt” للمغني السنغالي يوسف ندور، الذي فاز بجائزة أفضل ألبوم موسيقى عالمية معاصرة عام 2005.
كما حصل الموسيقي اللبناني-الفرنسي إبراهيم معلوف على ترشيحين رسميين متتاليين؛ الأول في عام 2023 عن ألبوم “Queen of Sheba” في فئة أفضل ألبوم موسيقى عالمية، والثاني في عام 2024 عن أغنية “Todo Colores” في فئة أفضل أداء موسيقى عالمية.
وفي هذا السياق، أكد موقع “Egyptian Streets” أن ترشيح حمزة نمرة يمثل معلماً جديداً، حيث يسلط الضوء على الموسيقى المصرية والعربية على المسرح العالمي. وصف المصدر الإنجليزي الترشيح بأنه “يمثل معلماً جديداً، يسلط الضوء على الموسيقى المصرية والعربية على المسرح العالمي”.
طموح إنشاء فئة “Arab POP” في الجرامي
يأمل حمزة نمرة أن تمهد مشاركته الطريق لإنشاء فئة جديدة تحمل اسم “Arab POP” تتناسب مع الإنتاج الموسيقي العربي، بدلاً من وضعه ضمن فئة “الموسيقى العالمية” التي تضم أنماطاً مختلفة مثل الهندية، مما يجعل المقارنة غير متكافئة. صرح نمرة لمجلة “سيدتي” أن وصوله لهذه المرحلة قد يفتح المجال لإعادة النظر في فئات المسابقة، ويتم إنشاء فئة جديدة تحمل اسم Arab POP.
وأوضح الفنان أن إدراج ألبومه الحالي ضمن فئة الموسيقى العالمية التي تضم أنماط موسيقية مختلفة مثل الهندية يجعله في مقارنة غير متكافئة. هذا التصريح يعكس رؤية نمرة الاستراتيجية لتطوير التمثيل العربي في المحافل الدولية وضمان العدالة في التقييم.
الجدول الزمني لجوائز الجرامي 2026
من المقرر أن يقام حفل توزيع جوائز الجرامي الثامنة والستين في الأول من فبراير 2026، في قاعة “كريبتو.كوم أرينا” بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية. سيتم الإعلان الرسمي عن الترشيحات النهائية في السابع من نوفمبر 2025، بعد انتهاء فترة التصويت الأولى التي تمتد من 3 إلى 15 أكتوبر 2025.
تشهد دورة جوائز الجرامي 2026 تغييرات مهمة، حيث تم إضافة فئتين جديدتين هما “أفضل ألبوم كانتري تقليدي” و”أفضل غلاف ألبوم”، ليصل إجمالي الفئات إلى 95 فئة. كما تم تغيير اسم فئة “أفضل ألبوم كانتري” إلى “أفضل ألبوم كانتري معاصر”.
رسالة حمزة نمرة لجمهوره
وجه حمزة نمرة رسالة مؤثرة إلى جمهوره عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، استرجع خلالها رحلته الفنية ووصفها بأنها مليئة بفضل الله ودعم الجمهور. كتب نمرة: “زمان، لما كان حد يسألني في أي لقاء: هل حاسس إنك مش واخد حقك فنياً؟ كنت باقعد أفكر شوية وأبقى مش متأكد من الإجابة، وغالباً بأكون أقرب لفكرة إني فعلاً كده. لحد ما في يوم قعدت بيني وبين نفسي وسألت نفسي السؤال ده بجد، واكتشفت إن ربنا إداني أكتر مما أستحق”.
وأضاف: “باشكركم إنكم كنتم سبب في النجاح ده، كل واحد سمعني واتأثر، اتكلم عني وسط صحابه، نشر أغنية ليا، حضر لي حفلة، ربنا جعلكم سبب في إن فني يفضل عايش”. هذه الكلمات تعكس تواضع الفنان واعترافه بدور جمهوره في نجاحه.
خصائص أسلوب حمزة نمرة الفني
وصف حمزة نمرة نفسه بأنه فنان “ماشي عكس التيار”، لا يغني مواضيع شبه الرائج، ولا يعمل موسيقى شبه الرائج، ولا يفرض نفسه بالزن على الآذان. هذا التوصيف يعكس فلسفته الفنية المتميزة التي جعلته يحقق نجاحاً استثنائياً رغم اتباعه نهجاً مختلفاً عن السائد في السوق الموسيقية.
يتميز أسلوب حمزة نمرة بمزج الموسيقى التقليدية المصرية مع العناصر الحديثة، وتناول موضوعات اجتماعية وإنسانية عميقة. كما يشتهر بأغانيه التي تحمل رسائل إيجابية وتعبر عن هموم الشباب العربي وتطلعاتهم.
تفاصيل التعاونات الفنية في الألبوم
شهد ألبوم “قرار شخصي” تعاونات فنية مميزة، منها أغنية “كايرو” التي ألف كلماتها فلبينو ولحنها حمزة بالتعاون مع أندريه مينا الذي تولى توزيعها. كما ضم الألبوم أغنية “ما بتلاقينيش” من كلمات محمود فاروق وألحان حمزة بالاشتراك مع رامي بدران وتوزيع الموسيقي اللبناني أوبستوليس مالياس.
ومن أبرز مفاجآت الألبوم عودة الشاعرة كوثر مصطفى للساحة الغنائية بعد غياب طويل من خلال أغنية “كده الأيام” التي لحنها ووزعها حمزة بنفسه. واختتم نمرة الألبوم بأغنية “قرار شخصي رقم واحد” التي تحمل اسم الألبوم، وهي من كلمات عمر طاهر وألحان وتوزيع حمزة نمرة.
الأثر المتوقع على الموسيقى العربية
يتوقع خبراء الموسيقى أن يكون لترشيح حمزة نمرة أثر إيجابي على مستقبل الموسيقى العربية في المحافل الدولية. فرغم أن احتمالات الوصول إلى القائمة النهائية قد تكون محدودة، إلا أن مجرد الوصول إلى هذه المرحلة يمثل إنجازاً كبيراً يفتح الباب أمام المزيد من الفنانين العرب للمشاركة في المستقبل.
كما يمكن أن يساهم هذا الترشيح في زيادة الاهتمام الدولي بالموسيقى العربية، وربما يؤدي إلى المزيد من التعاون بين الفنانين العرب والعالميين. هذا التطور يأتي في وقت تشهد فيه الموسيقى العربية انتشاراً متزايداً على المنصات الرقمية العالمية.
