الأفلام السعودية تتجاوز حاجز الـ100 مليون ريال في إيرادات شباك التذاكر خلال 2025

الأفلام السعودية تتجاوز حاجز الـ100 مليون في 2025، في إنجاز يعكس تطور الصناعة ودعم الجمهور للمحتوى المحلي، وسط تنوع في الأنواع السينمائية

فريق التحرير
فريق التحرير
الأفلام السعودية تتجاوز حاجز الـ100 مليون

حققت الأفلام السعودية إنجازاً وطنياً مميزاً بتجاوز إيراداتها حاجز الـ100 مليون ريال سعودي من شباك التذاكر منذ مطلع عام 2025، وفقاً لما أعلنته هيئة الأفلام السعودية، مما يعكس النمو المتسارع في صناعة السينما المحلية وازدياد ثقة الجمهور في المحتوى السعودي.

وأكدت الهيئة أن هذا الرقم التاريخي يجسد تطور الصناعة السينمائية في المملكة وقوة القصة السعودية في التأثير على الجمهور. ويشكل هذا الإنجاز قفزة نوعية للسينما السعودية التي شهدت نهضة حقيقية منذ إعادة افتتاح دور العرض في 2018.

ثماني أفلام سعودية تستحوذ على ربع الإيرادات

أظهرت بيانات هيئة الأفلام أن ثمانية أفلام سعودية استحوذت على 19% من إجمالي شباك التذاكر السعودي حتى الآن في عام 2025. وضمت هذه القائمة أفلاماً متنوعة في أنواعها وموضوعاتها، تراوحت بين الكوميديا والدراما والأكشن.

تصدر فيلم “شباب البومب 2” القائمة كأعلى الأفلام السعودية إيراداً بـ27 مليون ريال، مستحوذاً على 28% من إجمالي إيرادات الأفلام السعودية. الفيلم من بطولة فيصل العيسى وكتابة عبدالله الوليدي وأحمد الزهراني وإخراج حازم فودة، واستفاد من شهرة المسلسل الذي يحمل نفس الاسم في جذب جمهور كبير.

وجاء في المرتبة الثانية فيلم “هوبال” بإيرادات بلغت 24.5 مليون ريال، وهو من إخراج عبدالعزيز الشلاحي وبطولة مجموعة من الممثلين الشباب. يحكي الفيلم قصة عائلة تعيش في عزلة تامة في الصحراء خلال فترة التسعينيات بعد حرب الخليج الثانية.

Advertisement

الأفلام السعودية تتجاوز حاجز الـ100 مليون بسبب التنوع

شمل فيلم “إسعاف” الذي حقق 18 مليون ريال قائمة الأفلام الناجحة، وهو من بطولة إبراهيم الحجاج وإخراج كولين توج البريطاني. ويُعد هذا الفيلم أول فيلم سعودي يُعرض بتقنية IMAX، مما مكنه من تقديم تجربة أكشن متقنة بمواصفات إنتاجية عالية.

كما برز فيلم “الزرفة” الذي حقق إيرادات تجاوزت 18 مليون ريال من بيع 386 ألف تذكرة خلال 10 أيام فقط. الفيلم من إخراج عبدالله ماجد وتأليف إبراهيم الخير الله ومحمد القرعاوي، وتدور أحداثه حول ثلاثة أصدقاء يتورطون في سرقة تنتهي بهم في السجن.

وضمت القائمة أيضاً فيلم “فخر السويدي” الذي حقق 6 ملايين ريال من بيع 140 ألف تذكرة، وهو عمل كوميدي اعتبره بعض النقاد أفضل فيلم سعودي كوميدي في 2025. تدور أحداث الفيلم داخل أسوار مدرسة ثانوية للبنين في حي السويدي بالرياض.

نمو إجمالي في القطاع السينمائي السعودي

سجلت دور السينما في المملكة نمواً بنسبة 3% في إيرادات شباك التذاكر خلال النصف الأول من 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، رغم غياب بيانات شهر مارس الذي تزامن مع شهر رمضان. وبلغت الإيرادات الإجمالية نحو 433 مليون ريال مقابل 422 مليون ريال في 2024.

Advertisement

ارتفع عدد التذاكر المبيعة من 8.5 مليون تذكرة إلى 8.88 مليون تذكرة، بزيادة 4.5%. وجاء شهر أبريل في الصدارة محققاً 113 مليون ريال، يليه يونيو بـ111 مليون ريال الذي كان الأكثر حضوراً بـ2.31 مليون تذكرة.

ساهم دخول مشغلين بأسعار اقتصادية في تعزيز مفهوم “السينما منخفضة التكلفة”، حيث انخفض متوسط سعر التذكرة إلى 25 ريالاً في السينمات الاقتصادية وما بين 35 و45 ريالاً في الكبرى. كما لجأت دور العرض الكبرى إلى تقديم عروض ترويجية وتقنيات مشاهدة متقدمة مثل IMAX لرفع عوائدها.

مقارنة مع الأفلام العالمية والعربية

استحوذت عشرة أفلام خلال النصف الأول من 2025 على أكثر من 225 مليون ريال، أي ما يفوق 51% من إجمالي الإيرادات. وتصدر فيلم ديزني “ليلو وستيتش” القائمة بإيرادات 31 مليون ريال من 695 ألف تذكرة، يليه الفيلم المصري “الهنا اللي أنا فيه” بـ29 مليون ريال.

وبرزت أفلام أخرى مثل الجزء الثامن من سلسلة “Mission: Impossible” للنجم توم كروز بـ21.7 مليون ريال، و”ريستارت” و”ماينكرافت” التي حققت مجتمعة إيرادات تراوحت بين 15 إلى 20 مليون ريال لكل فيلم.

تطور البنية التحتية للسينما السعودية

Advertisement

يشهد قطاع السينما في المملكة تطوراً ملحوظاً في البنية التحتية، حيث يوجد حالياً 66 دار سينما تضم 618 شاشة في 22 مدينة. ووفقاً لشركة التحليلات الإعلامية “كومسكور”، يُتوقع أن ينمو سوق السينما السعودي بمعدل سنوي يبلغ 17%.

تشير التقديرات إلى ارتفاع عدد دور السينما من 64 حالياً إلى 350 بحلول عام 2030، فيما يُتوقع أن تصل الإيرادات السنوية إلى مليار دولار. كما تعمل المملكة على إنشاء أربعة مجمعات ضخمة لاستوديوهات الإنتاج، هي “استوديوهات الحصن” في الرياض، و”استوديوهات العلا”، و”استوديوهات نيوم”، و”استوديوهات جاكس للأفلام”.

دعم حكومي ومبادرات تمويلية

تقدم المملكة حوافز مالية سخية لجذب الإنتاجات المحلية والأجنبية، تشمل استرداداً نقدياً قد يصل إلى 40% من تكاليف الإنتاج. كما أطلقت الحكومة في 2024 صندوقاً استثمارياً للأفلام برأسمال 100 مليون دولار، يهدف إلى جذب استثمارات من استوديوهات الأفلام العالمية.

يشارك صندوق التنمية الثقافية بنسبة 40% من هذا الاستثمار، بالتعاون مع بنك الاستثمار MEFIC Capital وشركة روعة ميديا فنتشرز كشريك تقني. ويهدف الصندوق إلى تحفيز الاستثمار في مشاريع البنية التحتية للمحتوى وإنتاج وتوزيع الأفلام.

الحضور الدولي للسينما السعودية

Advertisement

تواصل الأفلام السعودية تحقيق حضور متميز في المهرجانات الدولية، حيث شارك فيلم “نورة” للمخرج توفيق الزايدي في مهرجان كان السينمائي ضمن قسم “نظرة ما”، ليكون أول فيلم سعودي يشارك في المسابقات الرسمية للمهرجان.

كما شارك فيلم “هجرة” للمخرجة شهد أمين في مهرجان البندقية السينمائي الدولي ضمن فئة Venice Spotlight Competition. وتنظم هيئة الأفلام عروضاً لأفلام سعودية قصيرة في مهرجانات دولية مختلفة، بهدف إبراز تنوع التجارب الإبداعية المحلية.

برامج دعم المواهب والإنتاج

كشفت هيئة الأفلام أن عدد الأفلام التي موّلتها بالكامل منذ تأسيسها وحتى نهاية 2024 بلغ 65 فيلماً. كما أطلقت برنامج “ضوء” لدعم الأفلام، الذي أسهم في دعم إنتاج أعمال سينمائية سعودية نوعية ومكّن العديد من المواهب من الوصول إلى منصات دولية مرموقة.

وتنظم الهيئة الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية خلال الفترة من 17 إلى 23 أبريل تحت شعار “قصص تُرى وتُروى” وبمحور “سينما الهوية”. كما تواصل تنظيم مؤتمر النقد السينمائي في نسخته الثالثة تحت شعار “السينما.. فن المكان” في مناطق مختلفة من المملكة.

تنوع في الأنواع السينمائية

Advertisement

تميزت الأفلام السعودية الناجحة في 2025 بتنوعها في الأنواع والموضوعات، من الكوميديا الاجتماعية في “شباب البومب 2” و”فخر السويدي”، إلى الدراما النفسية في “هوبال”، والأكشن في “إسعاف”. هذا التنوع يعكس نضج الصناعة السينمائية السعودية وقدرتها على مخاطبة فئات جماهيرية مختلفة.

شمل فيلم “ليل نهار” من إخراج عبدالعزيز المزيني وبطولة زياد العمري وأبرار فيصل، و”صيفي” من إخراج وتأليف وائل أبو منصور، و”تشويش” من إخراج أحمد البابلي وعزيز بحيص. كل فيلم قدم رؤية مختلفة ومعالجة فنية متميزة تعكس ثراء التجربة السينمائية السعودية.

مقارنة تاريخية وتطور مستمر

يُعد تجاوز إيرادات الأفلام السعودية حاجز الـ100 مليون ريال في عام واحد إنجازاً تاريخياً يعكس النمو الهائل الذي شهدته الصناعة منذ إعادة افتتاح دور العرض. وللمقارنة، فإن فيلم “سطار” الذي يُعد الأعلى إيراداً في تاريخ السينما السعودية حقق 40.81 مليون ريال خلال فترة عرضه الممتدة من ديسمبر 2023 حتى مايو 2025.

وكان فيلم “شمس المعارف” للمخرج فارس قدس الذي عُرض في 2020 بمثابة نقطة تحول، حيث حقق مبيعات تجاوزت 100 ألف تذكرة ليكون حينها الفيلم السعودي الأعلى حضوراً. أما اليوم، فإن الأفلام السعودية تحقق أرقاماً أكبر بكثير، مما يؤكد النضج المتزايد للجمهور السعودي وتطور جودة الإنتاج.

آفاق مستقبلية واعدة

Advertisement

تشير المؤشرات الحالية إلى أن صناعة السينما السعودية تسير نحو مستقبل واعد، مع استمرار الدعم الحكومي والاستثمارات الخاصة في القطاع. ومع نمو السوق السينمائي بمعدل سنوي يبلغ 17%، يُتوقع أن تحقق الأفلام السعودية إيرادات أكبر في السنوات المقبلة.

وبحسب مجلة فارايتي الأمريكية، أصبحت المملكة السوق السينمائي الأكثر ربحاً في الشرق الأوسط، متجاوزة الإمارات التي كانت تحتفظ بالصدارة حتى 2019. هذا التطور يفتح المجال أمام المزيد من الاستثمارات والإنتاجات النوعية في المستقبل.

يُعد تحقيق الأفلام السعودية لإيرادات 100 مليون ريال في عام 2025 محطة فارقة في تاريخ السينما السعودية، ويؤكد نجاح الاستراتيجية الحكومية في دعم القطاع وتطوير المواهب المحلية. كما يعكس هذا الإنجاز ثقة الجمهور المتزايدة في المحتوى السعودي وقدرة صناع الأفلام المحليين على تقديم قصص مؤثرة تجد صدى واسعاً لدى المشاهدين.