السعودية تفتح باب ترشيحات الأوسكار.. أعلنت هيئة الأفلام السعودية فتح باب التقديم أمام المخرجين السعوديين لترشيح أعملهم للمشاركة في جوائز الأوسكار الثامنة والتسعين. تمثل هذه الخطوة سابقة تاريخية في الصناعة السينمائية السعودية. كانت الهيئة تختار سابقاً الأفلام المرشحة بشكل مباشر وفقاً لمعاييرها الخاصة.
أصدرت الهيئة بياناً رسمياً يوم الأحد العاشر من أغسطس الجاري، وفقاً لما نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية. يتضمن البيان القواعد والمعايير التفصيلية لعملية الاختيار. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز حضور السينما السعودية عالمياً، حسب ما أكدته صحيفة “عرب نيوز”.
معايير مشددة للترشح
وضعت الهيئة شروطاً محددة للأفلام المتقدمة للترشح في فئة الفيلم الدولي بجوائز الأوسكار. يجب أن يكون الفيلم طويلاً يزيد عن أربعين دقيقة. كما يُشترط أن تكون اللغة الأساسية غير إنجليزية بنسبة تتجاوز خمسين بالمائة.
تشترط القواعد الجديدة عرض الفيلم في دور السينما السعودية لأول مرة بين الأول من أكتوبر 2024 والثلاثين من سبتمبر 2025. يجب أن يستمر العرض التجاري لمدة أسبوع متواصل على الأقل. لا يُسمح بعرض الفيلم على منصات البث أو التلفزيون قبل العرض المسرحي المؤهل، وفقاً لما ذكرته “الجازيت السعودية”.
لجنة مستقلة للتقييم
شكلت هيئة الأفلام لجنة اختيار مستقلة من المتخصصين والخبراء في الصناعة السينمائية. تعمل اللجنة وفقاً لتوجيهات أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأمريكية. تضمن هذه الآلية الشفافية والنزاهة في عملية التقييم، حسب تأكيدات الهيئة.
ستراجع اللجنة جميع الطلبات المؤهلة وتناقشها قبل التصويت النهائي. تهدف هذه العملية إلى اختيار الفيلم الأنسب لتمثيل المملكة. يمثل هذا النهج تطوراً مهماً في آليات اختيار الأفلام السعودية للمحافل الدولية.
سياق تطور الصناعة السينمائية
تأتي هذه المبادرة ضمن جهود أوسع لتطوير الصناعة السينمائية السعودية وفقاً لرؤية 2030. رفعت المملكة الحظر عن دور السينما عام 2018 بعد خمسة وثلاثين عاماً من المنع. شهدت الصناعة السينمائية نمواً ملحوظاً منذ ذلك الحين، حسب تقارير إعلامية متخصصة.
تشارك هيئة الأفلام السعودية حالياً في مهرجان لوكارنو السينمائي في سويسرا، والذي يمتد من السادس حتى السادس عشر من أغسطس الجاري. يُعتبر هذا المهرجان منصة مهمة للسينما التجريبية والفنية، كما ذكرت “عرب نيوز”. تسعى المملكة من خلال هذه المشاركة إلى ترسيخ حضورها في الأسواق الأوروبية والعالمية.
تاريخ السعودية مع الأوسكار
قدمت المملكة العربية السعودية أول ترشيح لجوائز الأوسكار عام 2013 بفيلم “وجدة” للمخرجة هيفاء المنصور. واصلت المملكة ترشيح أفلام أخرى في السنوات التالية دون تحقيق ترشيح نهائي. تشمل الأفلام السابقة “بركة يقابل بركة” و”المرشح المثالي” و”سيدة البحر”، وفقاً لسجلات أكاديمية الأوسكار.
تمثل الخطوة الجديدة فرصة لاكتشاف مواهب سينمائية سعودية جديدة وتنويع الخيارات المتاحة للترشح. قد تساهم هذه الآلية في إبراز أصوات سينمائية متنوعة من مختلف مناطق المملكة. يتطلع المراقبون إلى معرفة النوعية والجودة التي ستظهرها الأفلام المرشحة هذا العام.




