أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية أن متحف مصر الكبير سيُغلق أبوابه مؤقتًا أمام الجمهور اعتبارًا من 15 أكتوبر 2025 وحتى 4 نوفمبر 2025؛ وذلك لإتمام الاستعدادات النهائية لافتتاحه الرسمي المقرر في 1 نوفمبر 2025. وقد جاء الإعلان في بيان رسمي للوزارة، اطلعت عليه «الأهرام»، حرصًا على تنظيم الحدث في أجواء تليق بعراقة الحضارة المصرية.
قال الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة متحف مصر الكبير، إنّ هذا الإغلاق الموقّت يأتي لتنفيذ أعمال تنظيمية ولوجستية داخل أروقة المتحف. وأكد أنّ المتحف سيستقبل الزوار مرة أخرى اعتبارًا من 4 نوفمبر 2025، تزامنًا مع الذكرى الثالثة بعد المئة لاكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ليتيح للجمهور تجربة الزيارة الكاملة للمتحف لأول مرة منذ بدايات التشغيل الجزئي في أكتوبر 2024.
صرح المتحف بأنّ مرحلة التشغيل التجريبي استمرت على مدى أكثر من عام، شملت افتتاح 90% من صالات العرض أمام الزوار، مع تطبيق ساعات العمل الرسمية الجديدة منذ فبراير الماضي. وأوضح المتحف أنّه يرحب بالزوار يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا وحتى السادسة مساءً، مع تمديد أوقات الزيارة حتى التاسعة مساءً أيام الأربعاء والسبت، لضمان انسياب الزائرين وتوزيعهم على مدار اليوم.
جاء قرار الإغلاق بعد أن حدد مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، الأول من نوفمبر 2025 موعدًا للافتتاح الرسمي للمتحف، في مراسم تُعدّ الأكبر من نوعها في قطاع السياحة الثقافية المصرية. ووجّه رئيس الوزراء جميع الجهات الحكومية والهيئات المعنية بالتنسيق الكامل للانتهاء من تجهيز المناطق المحيطة بالمتحف وتوفير الخدمات اللازمة لاستقبال الضيوف والوفود الرسمية.
يقع متحف مصر الكبير في منطقة الهرم بجوار أهرامات الجيزة، ويعدّ أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة في العالم، إذ يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية. وترتكز أهمية المتحف على عرض كنوز الملك توت عنخ آمون بشكل كامل للمرة الأولى، إلى جانب آلاف القطع الأثرية التي تروي تاريخ الحضارة المصرية عبر الأسر الفرعونية المختلفة.
تنتظر مصر من وراء هذا الافتتاح تعزيز قطاع السياحة الثقافية، الممثل في جذب ملايين الزائرين سنويًا. وتوقّع مسؤولون بوزارة السياحة والآثار ارتفاع أعداد السياح الدوليين بنحو 6% لتصل إلى 16.8 مليون زائر خلال 2025، مدعومًا بمبادرات حكومية لتعزيز البنية التحتية السياحية والترويج لمصر في الأسواق العالمية.
أكدت الوزارة حرصها على الشفافية في نقل كل التفاصيل المتعلقة بالمتحف عبر قنواتها الرسمية وصفحاتها المعتمدة على مواقع التواصل. ودعت وسائل الإعلام والمعنيين إلى الاستناد إلى بياناتها الرسمية وعدم الالتفات إلى المعلومات غير المؤكدة أو المتناقلة عبر المنصات غير الموثوقة.
يقف افتتاح المتحف أمام تحدّيات لوجستية وأمنية وتنظيمية ضٌخمة، خاصة مع حضور عدد كبير من الشخصيات الدولية ومندوبي وسائل الإعلام العالمية. ومن المتوقع أن يشهد الحدث تغطية إعلامية واسعة وباقات من الفعاليات الجانبية التي تستعرض تراث مصر الثقافي والفني في عروض موسيقية ومعارض مؤقتة وورش عمل للأطفال والعائلات.
بهذا، تضع مصر اللمسات الأخيرة على صرح حضاري يُنتظر منه أن يرسّخ مكانة البلاد كمركز عالمي للثقافة والتاريخ. ويأتي الإغلاق المؤقت للمتحف تأكيدًا على التزام القائمين على المشروع بتقديم حفل افتتاح يتسم بالاحترافية والشمولية على أعلى مستوى.




