أعلنت إدارة مهرجان “هلا صيدا” للطعام والمطاعم المحلية إلغاء جميع فعالياته لهذا العام، وذلك تضامنًا مع سكان قطاع غزة الذين يعانون من مجاعة ممنهجة واعتداءات يومية. وجاء هذا الإعلان في بيان رسمي نشرته إدارة المهرجان عبر حسابها على منصة إنستغرام يوم 23 يوليو 2025.
في البيان، أوضح فريق تنظيم المهرجان أن قرار الإلغاء جاء احترامًا للظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في القطاع. وأشار البيان إلى أن “الاحتفاء بالأطعمة والمأكولات المحلية في ظل معاناة أهالينا في غزة لا يتلاءم مع قيم التضامن والعدالة”.
كما أكد فريق المهرجان سعيه الدائم لإطلاق فعاليات تعكس الروح الصيداوية ومشاركة أبناء المدينة تجاربهم المعيشية. وأضاف البيان أن “السنة المقبلة ستشهد انطلاق المهرجان من جديد بمجرد استعادة الأمن والاستقرار”، مشددين على حرصهم على تقديم تجربة ثقافية وسياحية راقية يحافظ فيها المهرجان على أصالته ودوره الاجتماعي.
في موازاة ذلك، نشر الإعلامي اللبناني فراس الماسي عبر حسابه على منصة X تغريدة تفيد بإلغاء مهرجان “هلا صيدا” بالكامل باسم التضامن مع غزة، وحيّاه على هذه المبادرة الوطنية الإنسانية التي تنسجم مع هموم اللبنانيين تجاه معاناة الأشقاء في القطاع.
بدورها، تناولت قناة LBCI الإخبارية نبأ الإلغاء ضمن نشرتها المسائية يوم 23 تموز 2025، موضحة أن المهرجان يعد من أبرز الفعاليات السياحية السنوية في مدينة صيدا، وكان من المقرر أن يشمل عروضًا فنية وثقافية إلى جانب الأجنحة الغذائية.
ويعد مهرجان “هلا صيدا” متنفسًا سنويًا لسكان المدينة وزوارها، إذ يوفر منصة للمطاعم الصغيرة والمشاريع العائلية عرض منتجاتهم أمام جمهور واسع. ويشارك فيه عادة عدد من الطهاة والفرق الموسيقية المحلية، ويجذب عدة آلاف من الزوار سنويًا.
وتأتي هذه الخطوة امتدادًا لعدد من المبادرات التضامنية التي شهدتها مدن لبنانية مختلفة خلال الأسابيع الماضية. فقد نظمت هيئات أهلية وطلابية مسيرات واعتصامات في ساحة النجمة ووسط المدينة، جمعتها شعارات مثل “لبيك يا غزة”، وحملات لجمع التبرعات العاجلة لأهالي القطاع.
يرى محللون في الشأن اللبناني أن إلغاء مهرجان “هلا صيدا” يعكس حالة الحرج السياسي والاجتماعي التي تمر بها المؤسسات والمنظمات الشعبية. ويشيرون إلى أن التضامن مع غزة بات ركيزة أساسية في الخطاب العام، وأن أي ترفيه في ظل القصف والحصار يعد خروجًا عن نبض الشارع.
وتزامن قرار الإلغاء مع دعوات لحراك شعبي وطلابي تفرعت عن اعتصامات وتظاهرات، دعمتها أحزاب وفصائل لبنانية وفلسطينية، وطالبت برفع الحصار عن غزة وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة. وشدد المشاركون على ضرورة توحيد الجهود لتسليط الضوء على الأزمة المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر.
تجدر الإشارة إلى أن قطاع غزة يواجه أزمة إنسانية حادة، إذ أعلنت الأمم المتحدة عن تدهور غير مسبوق في حالتي الأمن الغذائي والصحي. وأكدت منظمات إغاثية أن ملايين الناس معرضون للمجاعة في ظل منع دخول المساعدات واشتداد القصف الأسبوع الماضي على مختلف المناطق.
يبقى مهرجان “هلا صيدا” مثالًا على الحركة الثقافية والسياحية الصيداوية القابلة للاستئناف في أي لحظة. لكن قرار الإلغاء هذا العام يؤكد أن أولويات المجتمع اللبناني تتجه نحو دعم الأشقاء الفلسطينيين، واعتبار الأجواء الإنسانية فوق أي اعتبار آخر.




