أعلنت المصورة الصحفية الكندية “فاليري زينك” استقالتها من وكالة رويترز بعد ثماني سنوات من العمل، في خطوة احتجاجية قوية ضد ما وصفته بدور الوكالة في “تبرير وتمكين الاغتيال المنهجي لـ245 صحفياً في غزة”. قررت زينك تمزيق بطاقتها الصحفية وإنهاء علاقتها المهنية مع الوكالة العالمية، مرجعة ذلك إلى موقف رويترز من التغطية الإعلامية للأحداث في غزة منذ أكتوبر 2023.
تفاصيل الاستقالة والانتقادات الموجهة
كشفت زينك في بيان نشرته على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) يوم الثلاثاء 25 أغسطس 2025، عن أسباب قرارها القاطع، قائلة: “في هذه المرحلة، أصبح من المستحيل بالنسبة لي الحفاظ على علاقة مع رويترز نظراً لدورها في تبرير وتمكين الاغتيال المنهجي لـ245 صحفياً في غزة”. وأضافت أنها نشرت صورة لبطاقتها الصحفية ممزقة إلى نصفين، مؤكدة أنها لا تستطيع “تصور ارتداء هذه البطاقة الصحفية إلا بخزي وحزن عميقين”.
عملت زينك كمراسلة مستقلة لرويترز على مدار ثماني سنوات، ونُشرت صورها في عدة منافذ إعلامية عالمية رفيعة المستوى، بما في ذلك صحيفة نيويورك تايمز وقناة الجزيرة ومنافذ إعلامية أخرى في أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا. هذا المسار المهني الطويل والناجح يجعل من قرار استقالتها خطوة مدروسة وذات دلالة قوية في عالم الصحافة الدولية.
انتقاد التغطية الإعلامية لمقتل الصحفيين
ركزت زينك في انتقادها على طريقة تغطية رويترز لمقتل الصحفي أنس الشريف وطاقم الجزيرة في غزة، حيث اتهمت الوكالة بنشر “ادعاء إسرائيلي لا أساس له تماماً” بأن الشريف كان عنصراً في حماس، واصفة ذلك بأنه “واحد من الأكاذيب التي لا تُحصى والتي كررتها وسائل الإعلام مثل رويترز بإخلاص ومنحتها الكرامة”.
وأشارت إلى أن “استعداد رويترز لإدامة الدعاية الإسرائيلية لم يوفر على مراسليها من الإبادة الجماعية الإسرائيلية”، مستشهدة بمقتل خمسة صحفيين آخرين، بما في ذلك مصور رويترز حسام المصري، في هجوم على مستشفى ناصر في غزة. وصفت زينك هذا الهجوم بأنه “ضربة مزدوجة”، وهي تكتيك يتضمن قصف هدف مدني مثل مدرسة أو مستشفى، ثم انتظار وصول المسعفين وفرق الإنقاذ والصحفيين، ثم ضربهم مرة أخرى.
اتهامات بخدمة الدعاية الإسرائيلية
استشهدت زينك في بيانها بتقييم الصحفي جيريمي سكاهيل من موقع “Drop Site News”، الذي انتقد وسائل الإعلام الغربية الرئيسية، قائلاً: “كل منفذ إعلامي رئيسي – من نيويورك تايمز إلى واشنطن بوست، من أسوشيتد برس إلى رويترز – عمل كحزام ناقل للدعاية الإسرائيلية، مُطهراً جرائم الحرب ومجرداً الضحايا من إنسانيتهم، متخلياً عن زملائهم والتزامهم المزعوم بالتقارير الصادقة والأخلاقية”.
وأكدت زينك أن “الإعلام الغربي مذنب مباشرة في خلق الظروف التي يمكن أن يحدث فيها هذا”، مشيرة إلى أن تكرار “المفبركات الإسرائيلية الإبادية دون تحديد ما إذا كان لها أي مصداقية” قد “جعل من الممكن قتل المزيد من الصحفيين في عامين على قطعة أرض صغيرة واحدة أكثر من الحرب العالمية الأولى والثانية وحروب كوريا وفيتنام وأفغانستان ويوغوسلافيا وأوكرانيا مجتمعة”.




